لماذا لم تنجح داعش في أحتلال الحسكة ؟؟؟
خاص// Xeber24.net
إبراهيم عبدو
لقد استهلت داعش هجومها على الحسكة و كعادتها في باقي المناطق التي أستهدفتها سابقا ببروباغندا العنف في محاولة لترهيب السكان و تهجيجهم وذلك لخلق فوضى عارمة بين صفوف المدافعين عن المدينة وكسر معنوياتهم ،لكنها لم تفلح هذه المرة !
لقد كانت ولازالت الحسكة عصية عليهم، رغم العشرات من التفجيرات والعمليات الانتحارية و محاولات التسلل يوميا فما السر في ذلك ؟
لقد ظنت داعش بأن عدة عمليات أنتحارية و اعدامات جماعية كافية أن يعبر أهالي الحسكة الحدود التركية وبالفعل نجحت بداية بذلك في الأحياء الجنوبية التي كان يسيطر عليها النظام دون استراتيجية دفاعية فاعلة فهج الأهالي نحو الأحياء الشمالية-الكوردية التي تحميها وحدات حماية الشعب ،ليتفاجئوا بمستوى التحضيرات و التنظيم عندهم.
في أول وصول لأهالي الأحياء الجنوبية إلى منطقة سيطرة وحدات حماية الشعب ،تفاجئوا بمن يدعوهم للمقاومة و الدفاع عن وجودهم و إن الفرار ليس الحل الأنسب وإنهم قادرون على هزيمة داعش في الحسكة كما هزموهم في كوباني و تل أبيض و عين عيسى و تل حميس و سري كانييه ..
لقد خلق هذا الخطاب نوعا من الأمل في نفوس يائسة ،دفعهم الفضول لاستكشاف ذلك و خاصة أنه لم يعد لديهم ما يخسرون !
أن الخطة التي اعتمدتها وحدات حماية الشعب أبهرت العالم بمدى فاعليتها وجدواها و أثبتت أن المجتمع يحتاج فقط لبعض التنظيم ليقدر على الدفاع عن نفسه ووجوده .
لقد قامت وحدات حماية الشعب و بعد دراسة مستفيضة لتجربة مقاومتهم لخطر داعش بتبني فكرة إعداد المجتمع ليكون بمستوى الدفاع عن ذاته وتهيأته لحماية الصفوف الخلفية من أي تسلل معادي وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير .
إن نجاح قوات حماية المجتمع في أول امتحان لها قلب الكثير من المعادلات العسكرية على الأرض و خاصة إن المعارك تطغى عليها الصفة البرية .
لقد نجح تحليل وحدات الحماية الذي اعتمد على دراسة هجمات داعش بكل تمعن والتي تعتمد على الهجمات الإرهابية و فتح ثغرات إلى عمق المنطقة المراد السيطرة عليها وهذا ما عصي عليهم في الحسكة حيث وجدوا أن خيرة مقاتلي وحدات حماية الشعب و المرأة لهم في المرصاد في الخطين الأول و الثاني و جبهة عريضة مؤلفة من الآسايش و قوات حماية المجتمع في الخطوط الخلفية .
وفي معرض تعليقه على هذا الموضوع قال الخبير العسكري زنار علي :
أن الخطة التي اعتمدتها وحدات حماية الشعب في الدفاع عن الحسكة تمثل مفهوم الدفاع الشعبي في أعلى مستوياته ويجب تطوير التجربة و تعميمها على كافة مناطق غرب كوردستان و عموم المناطق المعرضة لخطر تنظيم داعش في العالم لأن هذه التجربة أثببت إن الشعب يمكنه الدفاع عن نفسه ووجوده وأن موقفه هو العنصر الحاسم في تحديد مصير أي معركة .
لقد حققت الحسكة ما عجزت عنه بقية المناطق ولم تعد بحاجة إلى أي قوة أخرى للقدوم إليها و الدفاع عنها .